الحي الإداري الجديد المستقبل الجنوبي توقرت

الصناعة التقليدية

تزخر ولاية تقرت بزخم متنوع من الثقافة والتقاليد والموروث الشعبي الذي يظل يحافظ على أصالته ويتناقل من جيل إلى جيل، فهنا يمكن تعبق نفحات من تراثها بكل ما تحمله من قيمة جمالية وفنية وثقافية. تعتبر الصناعة التقليدية الصحراوية من أعرق الحرف، فهي أحد روافد التراث وفضاء لصقل الإبداعات الهائلة التي تظهر في شكل منتجات حرفية متميزة، وتساهم في إنعاش المشهد السياحي خاصة في المناسبات ومن ضمنها:

الصناعة الطينية:

إستغل السكان منذ القدم مادة الطين في صناعة الأواني الطينية والفخارية لمختلف الأغراض المنزلية، إذ لا تحلو الأطباق التقليدية إلا بتقديمها في مثل هذه الأواني، لتترجم أصالة أهل المنطقة في الحفاظ على حرفة الأجداد. تتيح الصناعة الطينية للحرفي تشكيل آنية رائعة وبأحجام مختلفة، يتم تزيينها بزخارف نباتية وأشكال ورموز بسيطة وخطوط بربرية رقيقة حسب ذوق الحرفي واستعمالات التحف. من أهم المنتجات الطينية: الأكواب، الأقداح، الصحون، القصاع، إناء اللبن، أطباق التمر، القدور وجرار الماء. ومن ضمن الصناعة الطينية أيضا التي تشتهر بها مدينة تقرت: صناعة الآجر، وهو قوالب حجرية طينية اللون تستخدم في البناء.

صناعة الزرابي:

تنتشر في ولاية تقرت حرفة نسيج الزرابي وغزل الصوف، إذ يتم تحويل صوف الأغنام ووبر الإبل نسجا وغزلا إلى ألبسة وأغطية وزرابي، تأخذ ألوانا وأشكالا بديعة تعبر عن البيئة الإجتماعية الثقافية وميول السكان إلى هذه الصنعة التي لاتزال تحافظ على قيمتها، حيث تضم ولاية تقرت أقدم مركز لتكوين الفتيات في الصناعات التقليدية الذي تأسس سنة 1923م. من أهم أنواع الزرابي: زربية لوحة الصيد التي نالت الميدالية الذهبية في سنة 1974م بمدينة ميلانو الإيطالية، زربية أجريدة والجامع الكبير.

الصناعة الجلدية:

حفزت وفرة الجلود سكان المنطقة على امتهان الصناعة الجلدية، فبعد معالجة الجلد بطرق تقليدية باستعمال خلطات محلية لحفظه وصبغه بعد تقطيعه وخياطته ثم تزيينه بأشكال ورموز من البيئة البربرية والصحراوية الأصيلتين تصبح الجلود جاهزة لتشكيل المنتجات منها: الحقائب الجلدية، المحافظ التقليدية، أكياس حفظ الطعام، أحزمة وقرب الماء.

الطرز التقليدي:

يعد الطرز التقليدي الصحراوي من أقدم الأنواع، تشتهر به المنطقة ولاتزال النساء تتفنن في هذه الحرفة، وتقمن بابتداع أساليب شتى لتجميل المطروزات باستخدام تصاميم فنية عديدة، وألوان مستمدة من البيئة الصحراوية منها: البني كلون التمر، الأخضر كلون النخيل والأصفر كلون الرمال، أو ألوان عصرية مثل البنفسجي، الأحمر، الوردي، الأزرق بدرجاته، الرمادي والبرتقالي. تعتمد هذه الصنعة على أقمشة مصنوعة من الصوف والوبر بواسطة خيوط تتكون من ألياف طبيعية أو صناعية باستخدام أدوات منها الإبر، المقص، الدبابيس، شريط القياس، المكواة وماكينة الخياطة. من أهم منتجات الطرز: البرانيس، الجلابات، الأوشحة، الستائر، ملابس ختان الأطفال، تجهيزات العروس
وأغطية الطاولات.

صناعة السلالة (سعف النخيل):

حرفة صحراوية واسعة الإنتشار بين الحرفيين، تشتهر بها خصوصا بلدة عمر وتماسين، يعتمد فيها الحرفيون على سعف النخيل والألياف النباتية كالدوم والحلفاء لينتجوا بكل تفنن لوازم للإستعمال اليومي أو تزيين المنازل منها: الحصائر، الأطباق، القفف والسلال لحفظ الطعام، المروحات والمظلات الشمسية.

فن الترميل:

يعد فن الترميل من الحرف الفنية التقليدية الجديدة التي تشتهر بها ولاية تقرتـ وتسعى لترقيتها.ويعتمد هذا الفن الذي اشتهر من صحراء الجزائر على الرمل بمختلف أنواعه وأحجامه كمادة أولية مع الغراء ولوحات خشبية، طينية أو معدنية. غالبا مايستوحي الفنان لوحاته من الطبيعة والبيئة الصحراوية، فيجسد صورا للمهاري والقوافل، واحات النخيل والخيام، لوحات مزخرفة بشكل رائع لآيات قرآنية، كما يتعدى الخيال إلى استعمال قنينات وقارورات الزجاج الفارغة ومائها بألوان الرمل بشكل فني بارع.

صناعة الخيام:

الخيمة رمز من رموز الصحراء، وتتم صناعتها بمهارة وإتقان لأنها البيت الذي يأوي العائلة والضيوف، وتتم على مراحل بدءا بتحضير الجلود وخياطتها حسب الحجم المراد، ويتعاون فيها الرجل والمرأة معا، حيث يحضر الجلد ويدبغ جيدا حتى يصبح لينا ثم يخاط بعد تقطيعه إلى قطع متلائمة. يقوم الرجال بالتحضير لنصب الخيمة بواسطة ركائز داخلية وأعمدة جانبية، وتثبت في الأرض بواسطة حوافها، ويتم فرش الحصير السعفي أو الزرابي في كامل محيطها.

صناعة الحلي:

يعمل الحرفيون في ورشاتهم باستعمال أدوات تقليدية على تحويل الفضة إلى جواهر ذات قيمة جمالية بأشكالها وتزييناتها التي تتباين بين الخطوط والرسومات الهندسية، ومن أهم أنواع الحلي: الخواتم، الأقراط، الأساور، القلادات والخميسات.